الفهيم | |
فمنذ سيطرة مجموعة أبو ظبي على نادي مانشستر سيتي وأسئلة كثيرة تطرحها نفسها على متابعي الدوري الإنجليزي منها الوجودي عن هوية البطولة ومنها المتعلق بمستقبل اللعبة التي قد تتحول إلى مجرد سوق تجاري للعرض فقط وجذب المزيد من الاهتمام لشركات عالمية عملاقة تقوم على ثروة النفط الخليجي.
ورغم أن الجنسيات الأجنبية المالكة لأندية رياضية في إنجلترا ليست بدعة أتى بها الفهيم الذي تبع في ذلك الروسي رومان أبراموفيتش في تملكه لتشيلسي والأمريكيان توم هيكس وجورج جيليت في ليفربول إلا أن الطريقة التي استولت بها مجموعة أبو ظبي على سيتي والتي أديرت بها صفقات الفريق هي ما جعلته مركزا لاستشراف مستقبل البطولة الأشهر عالميا.
انتقالات أم صفقات
كان ضم البرازيلي روبينيو من نادي ريال مدريد هي بطاقة التعريف التي قدمت بها مجموعة أبو ظبي وممثلها آنذاك سليمان الفهيم أنفسهم والتي صارت خريطة يتأمل من خلالها الإنجليز شكل بطولته مع وجود أكثر من إدارة عربية للأندية.
فاللاعب البرازيلي الذي أحرز إلى الآن في البطولة 11 هدفا لا يعرف على أنه هداف الفريق بقدر ما يتم تعريفه على أنه صاحب أغلى صفقة انتقال في الموسم والبالغة 58 مليون دولار.
إلا أن محاولة ضم مواطنه كاكا نجم ميلان الإيطالي كانت لتسجل أرقاما قياسية جديدة أوضحت أن الفهيم كان صريحا عندما قال إن "الأمر لا يتعلق بناد لكرة القدم لكنه يتعلق بالبزنس، ورجل الأعمال لا يجني المال لأن هناك 11 لاعبا يجرون في الملعب، لكن الأرباح تأتي من قدرة المالك على إدارة الفريق".
فكما قال جاري كوك المدير التنفيذي لسيتي في دفاعه عن قرار الشركة العربية بالسعي وراء كاكا كان جزءا من خطة الفهيم عندما اشترى النادي لكي يسوق لبلده ومؤسساتها المالية.
ويقول نيجل كوري مدير وكالة التسويق الرياضية "رابورت" في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "كاكا وحده ما كان ليجعل سيتي أحد الأربعة الكبار في الدوري لكن انضمامه كان سينقل النادي إلى مستوى جديد بالنسبة للإعلام".
وهو ما تحقق لسيتي الذي رغم الفشل في ضم كاكا إلا أنه تصدر عناوين الصحف الإنجليزية والإيطالية والعالمية المهتمة بكرة القدم بعدما ارتبط اسمه بالفتى الذهبي لميلان بما يثبت أن ضم اللاعبين لرجال الأعمال العرب قد يكون صفقة تجارية أكثر منه انتقال يثري النادي.
الدوري الإنجليزي الأغلى عالميا | |
توني كاسكارينو نجم منتخب أيرلندا السابق رأى المحاولات العربية بزاوية أخرى إذ أكد في مقاله بصحيفة "تايمز" البريطانية أنها لا يمكنها دعم الفريق بل ستؤدي إلى تفكيكه وستأتي بأثر سلبي أكثر من إيجابياتها.
وقال كاسكارينو في مقال وجهه إلى المدير الفني لسيتي مارك هيوز إنه عليه الوقوف أمام محاولات مثل ضم كاكا مؤكدا أن "مالكو سيتي العرب بما عرضوه على كاكا يقدمون على تدمير ما يحاولون خلقه".
فبداية سيتحول هدف اللاعبين للانضمام إلى الأندية مرهونا بالمال وحسب، إلى جانب أن عرض مثل هذه المبالغ على لاعب سيزرع الغيرة داخل رفاقه حتى أولئك الراضون برواتبهم القليلة سينظرون إلى أنفسهم على أنهم غير مهمين للفريق وحينها علينا نسيان ما يسمى بـ"روح الفريق".
ليست العلاقة فقط بين اللاعبين هي ما تقلق كاسكارينو اللاعب السابق في تشيلسي الإنجليزي ولكنها كذلك علاقة المدير الفني بفريقه بقوله "أعرف أن الأمر لا يحمل بصمات هيوز ... للأسف ما يحدث هو قصة أخرى عن أناس لا يعرفون شيئا عن كرة القدم يديرون الفريق بطريقة خاطئة ولكن هل من شجاع في الفريق ليخبرهم بذلك، أشك".
وينضم إلى كاسكارينو في رفض موجة المد العربي في الدوري الإنجليزي بول هيوارد رئيس القسم الرياضي في صحيفة "ذا أوبزرفر" الإنجليزية والذي كتب في مقال نهاية الشهر الماضي "إن المستثمرون العرب لم يكلفوا أنفسهم مشقة إخفاء مصالحهم التجارية خلف ستار الرياضة ولم يقولوا إن شيخهم كان يشاهد مباريات الفريق وعمره خمس سنوات وحلم من حينها بامتلاكه".
الهوية؟
وفيما يركز الإنجليز ومتابعي بطولتهم وأنديتهم على شأنهم الداخلي وكيف سيؤثر الفهيم في تشيلسي إذ نجح في شراءه كما أعلن أنه يخطط لذلك بعد تخليه عن ملكية سيتي لمجموعة أبو ظبي للاستثمار يقلق ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمرا آخر.
"هل تريدون في ليفربول شيخا عربيا ليرأسه ومديرا فنيا برازيليا ليدربه وتسعة لاعبين أفارقة من أصل 11، إذن أين هو ليفربول من هذا" تلك هي المخاوف التي يخشاها بلاتيني.
ببساطة أن يتحول الدوري الإنجليزي إلى بطولة دولية لمؤسسات عالمية تتنافس على كعكعة الترويج فيما يتنافس "11 لاعبا يجرون في الملعب" مع اختلاف جنسياتهم على السعر الأعلى في بطولة تستضيفها اسما بلد كإنجلترا.